حامد شاب في الخامسة الثلاثين، أصيب بشلل جزئي في لسانه من فرط الفاجعة والحزن إثر مقتل شريكه عمداً في
بغداد بعد أن دامت علاقتھما عشر سنوات. وعندما قابلناه به بعد الحادث بثلاثة أسابيع، كان لا يزال يعاني من آثار
ذلك الشلل، حيث كانت كلماته المترددة لا تكاد تخرج إلا بجھد شديد. كان بصحبته صديقان أعاناه على الھروب من
بغداد، واضطروا جميعھم للاختباء وعدم الظھور طيلة ھذه الفترة. وقال:
"كنّا في وقت متأخر من الليل في أوائل إبريل/نيسان، وجاءوا فأخذوا شريك حياتي من منزل
أبويه. اقتحم البيت أربعة رجال ملثمين يرتدون ملابس سوداء. طلبوه بالاسم و سبّوه وأخذوه أمام
أبويه. عرفت أنا كل ھذا لاحقًا من أھله.
وجدوا جثته في الحيّ في اليوم التالي. كانوا قد ألقوا بھا في القمامة. وكانوا قد استأصلوا أعضاءه
التناسلية وانتزعوا جزءًا من حلقه. منذ ذلك الحين وأنا عاجز عن الكلام الطبيعي. أشعر أن حياتي
الآن بلا معنى. ليس لديّ أصدقاء غير اللذين تراھما: منذ سنوات وأنا أعيش مع صديقي داخل
شرنقة، وحدنا. ليس لديّ أھل لا أستطيع أن أعود إليھم أمَّا أنا فمحكوم عليَّ بالقتل. أشعر أن
افضل اختيار أمامي ھو الانتحار. يحترم الناس القتلة واللصوصفي العراق أكثر من المثليين.
معيارھم الذي يحكمون على الناس به ھو ھوية من يقيم المرء معه علاقات جنسية. ليس الضمير
والأخلاق ولا القيم، بل من يقيم معه المرء علاقة جنسية. أرخصشئ في العراق ھو الإنسان، ھو
حياة الإنسان. أرخصمن الحيوان، أرخصمن بطاريتان فارغتان كالتي تشتريھما في الطريق.
وعلى الأخص حياة الناس أمثالنا.
ثم انھمرت دموعه
قتلوا (أي رجال الميليشيات) ثلاثة رجال آخرين كلھم
على بعد عدة شوارع من بعضھم البعض، بالحرية، بجوار الكاظمية وھو حيّ متدني جدًا. أخذوا
اثنين من بيوتھم، وكان صديقي منھم، وقتلوا اثنين آخرين في عرضالطريق.
وفي اليوم التالي بعد قتلھم لصديقي جاءوا ليأخذوني. دخلوا بيتي ورأوا أمي، وسألھا أحدھم:
"أين ابنك المخنث؟" وكانوا خمسة ملثّمين. لحسن الحظ لم أكن بالبيت، لكن أمي اتصلت بي بعد
أن رحلوا، وھي تبكي. منذ لحظتھا وأنا مختبئ في فندق رخيص، لمدة أسبوعين، لا يمكن لي أن
أواجه أسرتي سينبذونني. مستحيل أن أعود لبيتي.
قال صديقه إدريس: "في نفس اليوم الذي ذھبوا فيه إلى بيت حامد، ولكن بعدھا بأسبوع، جاءوا عندي":
كانوا يرتدون نفس الملابس السوداء ووجوھھم يسترھا نفس اللثام، وجاءوا في أول المساء. وقتھا
كنت في بيت أخي ومعي زوجتي وأبنائي بسبب انقطاع التيار. عدنا في اليوم التالي لنجد البيت
مدمرًا، والنوافذ مكسورة، وأغراضكثيرة مسروقة. أخبرني الجيران بمجئ أربعة أو خمسة
رجال تنطبق عليھم نفس الصفات [صفات من ذھبوا إلى حامد]. ولم يعرفوا سبب حضورھم؛
لكنني كنت أعرف السبب
******************************
شعوب دموية لا تستسلم ولا تروض إلا بالعنف
تبا لكم أيها القتلة المجرمون
رسالة إلى أصحاب الضمائر الحية وإلى من بقي لديهم إحساس بالغير
المثلي ليس إنسانا بشعا لكي تكرهونه لهذه الدرجة وإذا كان مايفعله حرام في نظرك فهناك إله سيحاسبه لا انت ومن ثم لماذا لاتطور أنت من نفسك وتجعل من نفسك إنسانا متسامحا يتقبل الجميع بصدر رحب حتى لو اختلف معهم؟؟
نريد حريتنا وأن نتعامل مع بعضنا البعض بإحترام ومحبة وإنسانية
Post a Comment