ست قصص جديدة تتصدى لرهاب المثليين والمثليات

Posted by momen ahmed - -

أنا أفضل أن أكون شهيدًا.
أن تكون هويتي هي سجني في عالم القوالب الشخصية، والزوايا الحادة، والمخاوف من هؤلاء المنتمين إلى الجماعات المثلية هو أمر كنت أحاول الابتعاد عنه قدر الإمكان في الماضي، ولكنني الآن أعتقد بأن الإشتراك في هذه المحافل الإجتماعية، تجعل من كل كلمة، حركة، ضحكة، وشعور بالتعاطف بيننا جميعًا سيؤدي إلى درجة أكبر من التفاهم فيما بيننا.
أن تكون ضعيفًا أمام الآخرين، دون أن يكون هناك نتيجة إيجابية أكيدة لك هو أمر مرعب، ولكن من هو ذاك الذي يبدأ بالضعف؟ من هذا الذي يبدأ بتحطيم الحواجز التي تعتبر أكيدة، والتي بناها الشخص حول نفسه لحماية نفسه؟ في معركتي الشخصية لمحاولة إيصال الفهم للآخرين بأنني أنا، كشخص مثلي الجنس، مثلهم أعايش المشاعر نفسها في الحب والحياة: فأنا أفتح الباب أمام الجميع لمهاجمتي، وتحقيري، وجعلي ملاحقًا بأفكاري المثالية التي فشلت، هذا جعلني أعاني أكثر، دون أي داعي أو هدف.
ورغم ذلك، فإن حواجزي الشخصية قد سقطت بالفعل. إن روحي لا تزال تجد القدرة على الإنتاج وعلى إيجاد أرواح أكثر تعاطفًا: هؤلاء الذين استطاعوا مثلي أن يسقطوا القناع الذي يحميهم من ضعفهم الشخصي، إن هذا الضعف الذي يجعل الجميع يلاحظ أنهم رغم اختلافهم المظهري، يمتلكون إنسانية مشتركة، وفي كثير من الأحيان، يمتلكون تجارب حياتية متشابهة.
عبر تفهم المشاكل الإنسانية التي يعانيها الآخرون، ومساعدتهم في تجاوز آلامهم، سيكون من الصعب عليهم أن يقتطعوا مني إنسانيتي، وسيكون من الصعب عليهم أن يضعوا وجودي بأكمله في حيز ضيق. لو أنني أثرت بشكل إيجابي على شخص واحد، شخصين، أو حتى ثلاثة أشخاص ممن وضعوني في صندوق صغير بمجرد رؤيتي، فسأشعر بالفخر بأنني استطعت أن اضيف هذا المقدر إلى الصراع من أجل إنهاء وجود رهاب المثلية الجنسية في عالمنا هذا.
ـ جرانت إتش.
إن رهاب المثلية الجنسية موجود في كل مكان.
أمي تقول لي بأنه أمر مقبول بالنسبة لها كوني مثلي الجنسية. “طيب خلص، ما لازم تخبر حدن، عيش حياتك، ما حدا إلو معك، بس ما حدا لازم يعرف”.
ولكن ما لا تعرفه هي أنني حتى ولو أخفيت مثليتي الجنسية عن المجتمع، لن يقوم المجتمع بإخفاء إصابته بمرض رهاب المثلية الجنسية عني.
سيكون علّي أن استمع إلى نضال الأحمدية، وهي تطلق حربًا شعواء ضدي في الجرس، مضيفة المزيد من القوالب الشخصية السيئة تجاهي، والتي يقع ضحيتها الجميع، حتى عائلتي التي تحبني. وعلّي أن استمع إلى القسيس الماروني (الذي تم انتخابه مؤخرًا) بشارة الراي، وهو يقوم بالكشف الطبي علّي (وأنا الذي يعمل طبيبًا) ليؤكد بأنني مريض عقلي. وبينما يضحك أهلي وأصدقائي أحس بالآلم إذ ما استمعت إلى النكات التي تهاجم المثلية الجنسية على برنامج LOL على قناة OTV. إن القائمة تطول طوال الوقت.
إن أمي مصابة برهاب المثلية الجنسية، وعندما تخبرني بأنها تحبني رغم كوني مثلي الجنسية، أرد عليها قائلاً أنني أحبها أيضًا رغم ذنوبها، وأنني أبغض ذنبها هذا أيضًا. لكنني لن أتراجع على الإطلاق، سأستمر في مناقشتها في هذا الموضوع إلى أن أستطيع إلغاء جميع المعتقدات البالية عندها، لأساعدها على الشفاء من هذا المرض الذي أصابه بها المجتمع الذي تعيش به.
شكرًا لمنظمة حلم، لقيامها بنشر كتب مثل “رهاب المثلية”، لأنه الكتاب الوحيد الذي أستطيع أن أقدمه لوالدتي عن هذا الموضوع بلغة تستطيع هي أن تقرأها.
التوقيع : أبنك/أبنتك المثلي/المثلية الذين يعملون كأطباء، وهنالك الكثير منا هاهنا.
كيف يؤثر رهاب المثلية الجنسية علّي بشكل شخصي؟
إن رهاب المثلية الجنسية هو السبب الأول والأضخم لجميع الشجارات التي أقع بها مع الأشخاص من حولي، إن رهاب المثلية الجنسية جعل مني أكره بشكل كبير الكثير من أصدقائي المقربين وبعض أفراد عائلتي.
بما أن حياتي بشكل عام محاطة بالكثير من الأشخاص المثليي الجنس، فإن رهاب المثلية الجنسبة أصبح، للأسف، جزءًا كبيرًا من محادثاتي مع من حولي، بل من حياتي بشكل عام. لقد قمت بحفظ جميع الأسباب التي يستخدمها البعض لتفسير إصابتهم برهاب المثلية الجنسية، وإن أكبر إنجازتي في الحياة هو أنني استطعت أن أدفع شخصًا شديد الذكاء للصمت بعد أن ناقشته بأن قيامه بالتعامل مع بعض الأشخاص باحتقار بناءًا على ميولهم الجنسية، هو تمامًا كمن يتعامل معه هو شخصيًا بشكل سيء بناءًا على درجاته الإمتحانية.
من ناحية أخرى، استطاع قتالي ضد رهاب المثلية الجنسية أن يجعلني أقابل واتعامل مع مجموعة من أكثر الشخصيات روعة، والذين يقاتلون بدورهم للخروج من خزانة الخوف.
لقد دفعني هذا القتال لأن أختار أحلامي، كي أستطيع في يوم من الأيام أن أغير من العالم بأكمله، وأتمنى أن أستطيع بناء أرضًا اسميها أرض المثلية، هي حلمي لوطن يعيش تحت قوس قزح.
من جديد، لنسأل السؤال نفسه: كيف يؤثر رهاب المثلية الجنسية علّي بشكل شخصي؟ دعني أفكر في هذا للحظة، أعتقد بأنني كنت الفتاة التي تؤمن بأن الكنيسة هي أرض الحب، ولكن رهاب المثلية الجنسية غير من وجهة نظري عن الحياة بشكل عام.
ـ ريتا عون.
أنا لست مثلية الجنس، ولكنني ضحية لرهاب المثلية الجنسية.
كل مرة اسمع فيها جملة تمتلئ برهاب المثلية الجنسية، أحس بأنني أموت قليلاً.
وأعتقد بأن هناك أشخاص يموتون بحق بسبب أن هؤلاء الأقرب إلى قلوبهم يضايقونهم ويكونون مصابين بهذا الرهاب من حولهم.
هوموفوبيا.
إن هذه الكلمة تبدو غريبة عندما اسمعها.
هنالك الكثير من حرف “الآوه” في هذه الكلمة.
آوه.
أجل، الهوموفوبيا هي أمر شائن.
إننا نخاف من أشخاص فقط لأنهم يمارسون الحب مع أشخاص من الجنس نفسه.
في الواقع، لماذا نحن مهتمين لهذه الدرجة بالحالة الجنسية والرومانسية للأشخاص الآخرين؟
لا شآن لأحد إن كان قلبي يدق أسرع قليلاً عندما ارى شابًا .. أو فتاة.
ربما هذا شآن طبيب الأوعية الدموية فحسب.
ـ آثينا.
“الحب هو الحب”، هي جملة سمعتها وتعلمتها من والدي أثناء نشآتي، والدي هو مثلي الجنسية، وهو متزوج من رجل آخر. في وقتها، كانت تلك الجملة بسيطة جدًا، بل وشديدة الجمال. ولكن منذ انتقلت إلى لبنان، وبدأت أجرب الحياة على حسابي الخاص، أدركت مدى حقيقة هذه الكلمة الثلاث، على الرغم من ليس الجميع من حولي رأى الأمور بالشكل البسيط الذي أراه.
لقد غير الناس من حولي صوت هذه الجملة، معناها، بل حتى ولونها، لدرجة وصلت إلى التأثير علّي وعلى الطريقة التي أحسست بها تجاه هذه الجملة. للكثير من اللحظات، أحسست بأنني قوي بشكل كافي للحفاظ على صورة الحب التي امتلكها في عقلي تجاه حبيبتي، ولكن في الوقت نفسه، أحسست بأنها صورة سهلة الكسر جدًا. لقد كان الأمر شديد الصعوبة علّي إذ أزداد نضجًا في مجتمع يمنع عني حريتي هذه لدرجة تمنعني عن إمساك يد تلك التي أحبها والشخص الوحيد الذي يجعلني سعيدًا، لقد كان الأمر شديد الصعوبة علّي أن أصدق أنني سأصل إلى يوم استطيع فيه أن أكون حقًا “أكثر من مجرد صديقين” كما نتصنع كوننا.
لكم أتمنى أن يدعونا بشأننا، أنا متأكدة أنني سأستطيع أن أظهر لهم أن هذا الحب الذي لا حواجز له، هو الأمر المهم الأكثر في العالم.
ـ داني.
لا يثير انتباهي الشباب الصغير في السن المصاب برهاب المثلية الجنسية، والذين يقومون بإطلاق المسميات السيئة تجاه المثليين والمثليات الجنسيين، رغم كونهم جزءًا واضحًا من الثقافة المريضة في مجتمعنا. لكن جزءًا كبيرًا من هذا هو أنهم شباب لا أكثر. إنهم يقومون بالسخرية من أي شيء وأي شخص. ولكن ما يثير قلقي هو رهاب المثلية الجنسية المحسوب والذي يعتبر أمرًا معتادًا ممن يعتبرون أشخاصًا ناضجين ومتعلمين يحافظون على هذه القيمة السيئة في مجتمعنا.
أنا أعرف شخصًا، دعونا نسميه فريد، وهو شخص طيب يعمل بشكل دائم. دائمًا ما أراه في المطعم الذي يعمل به، ونتبادل أنا وهو الأحاديث والنكت عن أبو العبد أثناء تناولي وجبتي الضخمة بشكل غير صحي. ولكن فريد هو شخص مصاب بمرض رهاب المثلية الجنسية. دائمًا ما يخبرني عن مدى ضيقه عندما يرى شخصين متحابين من الجنس نفسه. لقد قام يومًا بتعنيف فتاتين مثليتي الجنس عندما تبادلتا القبل في سيارتهن أثناء انتظارهن لطلبهن أمام المطعم.
أعتقد بأن قارئ هذا المقال قد فهم المشكلة الآن. إن فريد لا يحب المثليين أو المثليات جنسيًا. وفي مرة من المرات، صديق لي، ودعونا نسميه ألفريد، جاء معي إلى هذا المطعم. في الواقع، كان هناك الكثير من الأشخاص، ولكن ألفريد هو الشخص مثلي الجنس بيننا. أتمنى لو أنني استطيع أن أضيفه إلى قصتنا هذا بناءًا على أراءه في الحياة أو ذكاءه الإجتماعي، ولكنه في هذه القصة فقط لأنه مثلي الجنس، ولهذا أنا أعتذر يا ألفريد. على أي حال، أنا وفريد بدأنا بتبادل النكت كالمعتاد، وفجأة قفز ألفريد إلى محادثتنا أيضًا. لقد تبادل هو وفريد الأحاديث وحكى لنا ألفريد نكتًا آخرى، لقد قضينا ثلاثتنا وقتًا ممعتاً في حديثنا هذا.
إذًا، لم يكن هناك أي تغييرات أو تعديلات ضخمة فيما حدث، لم يحيطنا ضيء ملائكي إذ ما أدرك فريد فجأة بأنه يكره أشخاصًا مثل ألفريد تمامًا دون أي سبب واقعي واضح. ولكن هذا الموقف أظهر لي أن رهاب المثلية الجنسية هو أمر موجود في الوعي الشخصي للأشخاص من حولنا. وأنا أعتقد بأننا ببعض الحديث المنطقي، نستطيع أن نتخلص جميعًا منه.
مازن عبد الله.