Archive for July 2012
سوف تكون هذه المرة الأخيرة التي اعانقه بحرارة. لقد التقيت به منذ فترة بأحد مقاهي وسط البلد. بعد ان تحدثنا لاكثر من سنه ونصف على الانترنت, قبل ان التقيه كنت اعلم انه في العشرينات واب لطفل صغير. كنت اتحدث معه كثير عن ابنه كنت دائما احلم ان يصبح لدي طفل او طفلة.
وسط البلد
تحدثنا قليلا عن المسرح والفن وتحدثنا اكثر عن العمارة فهو يعمل مهندس ولديه شغف بالعمارة تحدثت عن حلمي ان يكون لى بيت صغير يحتوينى انا وزوجي وطفلتى الصغيرة, عندما كنت اتحدث عن حلمى كنت اشاهد لمعان عينيه كنت ارئ الصراع الداخلى.
تحدث هو عن المجتمع والتقليد تحدث عن قصة حياته عن الطبيب الذي اخبرة ان الحل للتخلص من مثليتك هو الزواج تحدث عن فترة الخطوبة التى استمرت الى اربع سنوات وعن اول ليلة زواج وشعورة بالغثيان تحدث عن دموعة التى كانت هي الصديق الوحيد لحياته وعن فرحة امه بزواجة والوعد الذي قطعه على نفسة لزوجته بانها ستكون سعيدة معه. لكن الحقيقة انهم يعيشون بلا حياة وبلا روح كل شئ كئيب و يدعو الى الموت.-كل هذا فقط بسبب الدين والتقليد والكرامة حاول ان يعيش حياة لم تكن له منذ البداية حاول تغير الواقع ولم يعرف يوميا ان الواقع يكمن في ذاته-
مشروع ليلى
استمرت العلاقة بعد ذلك كنت اتحدث معه عبر الهاتف اخبرنى انة يريد اب روحى لابنة وانه اختارني ان احمل هذه المهمه على عاتقي, كانت كلماتة تلمس كل جوارحى فهو يعلم جيدا عشقي للاطفال,لقد اخبر زوجته انه اختار اب روحي للاطفال. التقيت بابنه في يوم من الايام لم يكن لقاء مدبر. لمسه حانية على وجه الطفل وتذكرت قوله تعالى(فكلي وأشربي وقري عينا) احتضنته بقوة فما كان منه الا السكون قال لزوجته انظري اليه فهذه هى المرة الاول التى يجلس فيها بهدوء او ينام بين ذراعين احد لا يعرفهم.
عندما كنا نلتقي كان يعبر بكل الطرق عن مشاعرة فاحصل على اجمل زهور البنفسج والورود الحمراء واخري صفراء وبيضاء. ذهبنا الى خان الخليلى والمقطم واماكن اخري كثيرا.
في حفل مشروع ليلى بالقاهرة ذهبت انا وهو وكانت اول مرة يلمس جسدي بكل شغف وعشق وعندما غني حامد اغنيتي المفضلة "شم الياسمين" اخذت ابكي وابكي فوجدته ياخذني بين ذراعيه كان يوم مميز من الرقص والموسيقي وهمس القلوب, لم تستمر السعادة كثير فسرعان ما اتصلت به زوجته وامه وكان السؤال اين انت ومع من ..سكون ...كذب...موت.
حاولت الكذب من اجله حاولت ان اغير مبادئي لكي اعيش بجانبه لكن هذا مستحيل. انا لا استطيع ان اكون رقم على اليسار وسبب لكذب احد.
خوف
كنت دائما ابكي في داخلي من الم تانيب الضمير الشديد.المرة الوحيدة التى اجتمعت معه لنمارس العشق المقدس كانت في منزل الزوجية على سرير ابنه. كنت اشعر بطاقة سلبية جدا بالمكان لم احتمال وجودى بهذا المنزل الحزين التعيس كل شئ يبكي وينوح. حاولت اقناعه كسر القيود لكنه لا يستطيع لو كان لديه القدرة لفعله منذ سنوات. لقد سكن بداخل كل منا وحش مخيف اسمه الخوف.
يريد كل شئ
يريد ان يحصل على كل شئ في وقت واحد مظهر اجتماعي واطفال بيت وزوجة وحبيب انها الانانية حب النفس. حب ينغلق على ذاته ، حب يعتكف وينزوي وينسى الغير كللاً، حب يريد كل شئ لنفسه. انه الاكتفاء بالأنا دون ترك أي مجال للاخر.
شورمة
في الايام القليلة الماضية تسارعت الاحداث وكان الكون برمته يقف حائل لقطع الربط الموجود بينى وبينه. كانت اشعر انا وهو بالجوع فذهبنا لشراء شورمة, ذهبت الى الكشير وطلبت منه شورمة سوري حدثت الكثير من المشاكل في الطلب واخذ الموضوع اكثر من ساعة الا قليل. اول قطمة كان طعمها سئ للغاية, لم استطيع ان اكمل القطمة فعلمت ان الكون من البداية كان يخبرنى ان اغير الطلب ولكن اصراري ادى في النهاية الى ذالك الشئ البعيد كل البعد عن الشورمة. اعتقد ان الموقف لم يكون صدفة فانا مؤمن دائما ان الكون يرسل رسائل وعلينا تفسيرها. وقد وصلت الرسالة يجب ان افعل ما اريدة ويسبب لى السعادة الحقيقية وفي نفس الوقت يجب ان انتبه للظروف والواقع.
النهاية
يجب عليه الرجوع, لانه لا يستطيع ان يخذل امه وزوجته وطفلة, سيلعب احد الادوار التي كتبت له التى فرضه علية المجتمع وقبلها هو على نفسة, ايقنت انه سيبقى هناك مع عائلته المصطنعة التى بناها لنفسه, وانا ساظل وحدي وسوف ابدا اكره هذا الجبان.نعم فهو جبان عندما لم يستطيع ان يوجها المجتمع وتزوج, ربما يلتقي بشخص اخر تتناسب معه هذه الظروف.
يحتفل العالم هذه الايام بمسيرات الفخر(gay pride) ونحتفل نحن أيضا بالربيع العربي الذي منحنا الأمل ببزوغ فجر جديد لثقافة التعرف على وقبول الآخر والابتهاج بالتنوع الإنساني بما فيه اختلاف الميول الجنسية و الجندرية.
لقد شارك المثليون والمثليات في ثورات بلادهم جنبا إلى جنب مع كل الثوار وبذلوا دماؤهم وأرواحهم ليس تفضلا وإنما إيمانا بواجبهم لأجل أحلام بلادهم في غد أفضل، وكما أن أحدا لا يستطيع تحديد معتقدات وأفكار الشخص السائر بجانبه في مظاهرة أو الواقف في اعتصام فأيضا لا يستطيع أحد معرفة ميول ومشاعر من يسانده كتفا إلى كتف في الصف أو حتى يموت لأجل قضيته في الحياة،نحلم بمستقبل عربي مشرق يحمي حقوق جميع البشر في الوجود والاستمتاع بالحياة بحُرِّية وكرامة ومساواة.
ندعوا النشطاء والحقوقيين وكل المهتمين بقضايا التنوع الإنساني والمساواة في الحقوق والواجبات وقضايا المواطنة والعدالة الاجتماعية، كما ندعوا المثليين/ات أنفسهم لمزيد من المشاركة بفاعلية وإيجابية وتعاون من أجل التأثير الفعال لتغيير وتطوير الثقافة والمفاهيم الجمعية لشعوب المنطقة كافة و التي تنزع لاضطهاد المثليين/ات و معاملتهم بكل قسوة و وصم و تمييز.
إن أول خطوة جوهرية في طريقنا معا لهذا المستقبل تتمثل في تأكيد "أن المثلية الجنسية طبيعة وليست اختيار، وأن رهاب المثلية موقف وإصرار "
ونحن إذ نحلم معا بعالم يتسع للجميع ندعو البشر أجمع للاجتهاد في نشر رسالة قبول المثلية لأن هذه الرسالة حقيقية وليست ترفا هامشيا وليست في مؤخرة الأولويات وإنما هي ضرورة حياتية تنقذ الكثيرين من الذين لايزالون يعانون القهر والكبت والاضطهاد في ظل ثقافة حاكمة تصل في مستوى قسوتها لحد القتل بشكليه المادي والمعنوي و الذي يتعارض بشكل أساسي مع كافة المواثيق و العهود الدولية التي تحفظ حقوق و كرامة الإنسان .
وهذه الرسالة لا نوجهها فقط لإخواننا وأخواتنا المغايرين غير المثليين وإنما أيضا هي رسالة موجهة للمثليين/ات في منطقتنا الذين بسبب ضغوط مجتمعاتهم وثقافاتهم لا يزالون يصارعون دواخلهم وذواتهم لقبول مشاعرهم وميولهم إذ بكل حُب نقول لهم: لن تناولوا مكانا حقيقيا في العالم إلا بخلقكم المكان أولا بأنفسكم و لأنفسكم بانطلاقكم للحياة بثقة في كونكم حقا تستحقونها كما يستحقها أي مواطن آخر.